الاثنين، 12 مارس 2012

راق لي : كُن فطناً




                      

كُـنْ فَطِنَـــاً..!!



يقال أن فلاحا رأى ثعبانا يرقد تحت شجرة ظليلة ، فرفع فأسه عاليا هاويا بها على رأس الثعبان ...
لكن الثعبان كان أسرع منه حركة ففزع من رقدته واستدار بقوة وعلى فحيحه وهم بعض الفلاح الخائف .

فما كان من الفلاح إلا أن قال بضعف : مهلا أيها الثعبان ، إن قتلتني لم يفدك قتلي شيئا ...
ولكن ما رأيك أن نعقد صلحا فلا تؤذيني ولا أؤذيك ، والله يشهد على اتفاقنا .

فقال الثعبان بعد برهة من التفكير : لا بأس أوافق على السلام وألا يؤذي أحدنا الآخر .

ويمر بعض يوم ويأتي الفلاح للثعبان الغافي ويحاول ثانية قطع رأسه غدرا وغيلة ، فيلتف الثعبان الحذر ...
والشرر يتطاير من عينيه وقد هم بعض قاتله ...

الذي بادر قائلا في هوان : سامحني ونتعاهد على ألا يؤذي أحدنا الآخر .
فيقول له الثعبان : قل لي كيف أأمن لك وهذا أثر فأسك محتلا موضع رأسي !؟ .
ثم يعضه عضة يموت على إثرها .


يقول رسولنا الكريم ( المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين )
وتقول حكمة الأجداد : إن خدعك أحدهم مرة فأنت طيب ، وإذا كرر خداعه فأنت أحمق .
المؤمن كيسٌ فطن ، قد يُخدع مرة لحسن ظنه ، أو كرم طبعه ، لكنه أبدا ليس بالغر الساذج .

لابد من أن نتمتع بالذكاء الحاضر ،

والإدراك ، والنضج الاجتماعي ...


والذي يعطينا القدرة على استيعاب التجارب السابقة والتعلم منها ...
واستدعاء الحذر والانتباه تجاه كل ما يتعرض لذواتنا 


  .

نعم نقبل الاعتذار ، ونعفو عمن أخطأ وأساء...
لكنه عفو المقتدر الكريم ، وسماحة القوي العزيز ...
والمؤمن القوي أحب عند الله من المؤمن او الضعيف .

إشراقة 
                   


الأحمق لا يسامح ولا ينسى، الساذج يسامح وينسى، أما الحكيم فيسامح ولا ينسى
توماس شاز
                         
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق