الثلاثاء، 27 مارس 2012

إبداع (6) ذكريات لم تحدث












ذكريات  زماني الجميلة

تلك الذكريات اغرق في تفاصيلها

استلذ في تذكر احداثها
استمتع  في سردها

اشكر المنان منحني هبة تذكرها

بينما هناك ذكريات

اتمنى آنها لم تحدث

تأتي دوما

عندما تجدني وحيدة تسرع نحوي

تضمني اليها بقوة

وتهمس اشتقت لك

تنثر الصور الحزينة امامي

تلجمني بإعادة ترتيبها

لتتأكد بأنني لن انساها

تبكيني ثم تعانقني  فتقول

سوف تلهو بك الحياة وتسخر

رددت  سوف ابقى قوية صامدة

فقالت لكن الحزن يقسمك اشطار

يالسخريتها

ويالقسوتها

اهدتني ظلاما دامسا
لن تتركني إلا عندما افترشت الحزن
وتوسدت الهموم وتلحفت الغموم

واستيقظت  في الصباح وانا كـ الميتة
داخل جسدي

وتمنيت بأنها

ذكريات لم تحدث

الجمعة، 23 مارس 2012

راق لي :هل أنت جزره أم بيضة أم حبة قهوة؟!













إشتكت إبنة لأبيها مصاعب الحياة ، وقالت إنها لا تعرف ماذا تفعل لمواجهتها ، وإنها تود الإستسلام ، فهي تعبت من القتال والمكابدة . ذلك إنه ما أن تحل مشكلة تظهر مشكلة أخرى.
إصطحبها أبوها إلى المطبخ وكان يعمل طباخا … ملأ ثلاثة أوان بالماء ووضعها على نار ساخنه … سرعان ما أخذت الماء تغلي في الأواني الثلاثة.
وضع الأب في الإناء الأول جزرا وفي الثاني بيضة ووضع بعض حبات القهوه المحمصه والمطحونه ( البن ) في الإناء الثالث .. وأخذ ينتظر أن تنضج وهو صامت تماما…. نفذ صبر الفتاة ، وهي حائرة لا تدري ماذا يريد أبوها…! إنتظر الأب بضع دقائق .. ثم أطفأ النار .. ثم أخذ الجزر ووضعه في وعاء .. وأخذ البيضة ووضعها في وعاء ثان .. وأخذ القهوه المغليه ووضعها في وعاء ثالث.
ثم نظر إلى ابنته وقال : يا عزيزتي ، ماذا ترين؟ أجابت الإبنة : جزر وبيضة وبن..
ولكنه طلب منها أن تتحسس الجزر ..! فلاحظت أنه صار ناضجا وطريا ورخوا ..!
ثم طلب منها أن تنزع قشرة البيضة.. ! فلاحظت أن البيضة باتت صلبة ..!
ثم طلب منها أن ترتشف بعض القهوة ..! فابتسمت الفتاة عندما ذاقت نكهة القهوة الغنية..! سألت الفتاة : ولكن ماذا يعني هذا يا أبي؟
فقال: إعلمي يا ابنتي أن كلا من الجزر والبيضة والبن واجه االخصم نفسه، وهو المياه المغلية… لكن كلا منها تفاعل معها على نحو مختلف.
لقد كان الجزر قويا وصلبا ولكنه ما لبث أن تراخى وضعف، بعد تعرضه للمياه المغلية.
أما البيضة فقد كانت قشرتها الخارجية تحمي سائلها الداخلي ، لكن هذا الداخل ما لبث أن تصلب عند تعرضه لحرارة المياه المغلية.
أما القهوة المطحونه فقد كان رد فعلها فريده … إذ أنها تمكنت من تغيير الماء نفسه.
ومـاذا عنـك ؟
هل أنت الجزرة التي تبدو صلبة..ولكنها عندما تتعرض للألم والصعوبات تصبح رخوة طرية وتفقد قوتها ؟
أم أنك البيضة .. ذات القلب الرخو .. ولكنه إذا ما واجه المشاكل يصبح قويا وصلبا ؟
قد تبدو قشرتك لا تزال كما هي .. ولكنك تغيرت من الداخل .. فبات قلبك قاسيا ومفعما بالمرارة!
أم أنك مثل البن المطحون .. الذي يغيّر الماء الساخن ..( وهو مصدر للألم ).. بحيث يجعله ذا طعم أفضل ؟!
فإذا كنت مثل البن المطحون .. فإنك تجعلين الأشياء من حولك أفضل إذا ما بلغ الوضع من حولك الحالة القصوى من السوء .
فكري يا ابنتي كيف تتعاملين مع المصاعب
فهل أنت جزره أم بيضة أم حبة قهوة مطحونة ؟










 

الاثنين، 12 مارس 2012

راق لي : كُن فطناً




                      

كُـنْ فَطِنَـــاً..!!



يقال أن فلاحا رأى ثعبانا يرقد تحت شجرة ظليلة ، فرفع فأسه عاليا هاويا بها على رأس الثعبان ...
لكن الثعبان كان أسرع منه حركة ففزع من رقدته واستدار بقوة وعلى فحيحه وهم بعض الفلاح الخائف .

فما كان من الفلاح إلا أن قال بضعف : مهلا أيها الثعبان ، إن قتلتني لم يفدك قتلي شيئا ...
ولكن ما رأيك أن نعقد صلحا فلا تؤذيني ولا أؤذيك ، والله يشهد على اتفاقنا .

فقال الثعبان بعد برهة من التفكير : لا بأس أوافق على السلام وألا يؤذي أحدنا الآخر .

ويمر بعض يوم ويأتي الفلاح للثعبان الغافي ويحاول ثانية قطع رأسه غدرا وغيلة ، فيلتف الثعبان الحذر ...
والشرر يتطاير من عينيه وقد هم بعض قاتله ...

الذي بادر قائلا في هوان : سامحني ونتعاهد على ألا يؤذي أحدنا الآخر .
فيقول له الثعبان : قل لي كيف أأمن لك وهذا أثر فأسك محتلا موضع رأسي !؟ .
ثم يعضه عضة يموت على إثرها .


يقول رسولنا الكريم ( المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين )
وتقول حكمة الأجداد : إن خدعك أحدهم مرة فأنت طيب ، وإذا كرر خداعه فأنت أحمق .
المؤمن كيسٌ فطن ، قد يُخدع مرة لحسن ظنه ، أو كرم طبعه ، لكنه أبدا ليس بالغر الساذج .

لابد من أن نتمتع بالذكاء الحاضر ،

والإدراك ، والنضج الاجتماعي ...


والذي يعطينا القدرة على استيعاب التجارب السابقة والتعلم منها ...
واستدعاء الحذر والانتباه تجاه كل ما يتعرض لذواتنا 


  .

نعم نقبل الاعتذار ، ونعفو عمن أخطأ وأساء...
لكنه عفو المقتدر الكريم ، وسماحة القوي العزيز ...
والمؤمن القوي أحب عند الله من المؤمن او الضعيف .

إشراقة 
                   


الأحمق لا يسامح ولا ينسى، الساذج يسامح وينسى، أما الحكيم فيسامح ولا ينسى
توماس شاز